الخضر فى دين الله

[عطيه الدماطى]

الخضر فى دين الله
خضر جذر لغوى قليل الوجود فيما بين أيدينا من آيات كتاب الله ونحن نستعمله فى حياتنا فى معانى بعيدة عن معانيه فى كتاب الله فى الغالب وأشهر استعمالات مشتقاته :
الأخضر ويقصد به اللون الأخضر وهو لون كل النباتات فى بداية حياتها وفيما بعد فى معظم حياتها
الخضر بضم الخاء وهى نفس معنى خضروات وتطلق على أنواع معينة من النباتات وقد اختلف علماء النباتات فى المخلوقات التى يطلق عليها خضر والتى يطلق عليها فواكه ومن أمثلة تلك المخلوقات :
البطيخ والفراولة فالمشهور عند الناس أنهم فاكهة ولكن عند معظم علماء النبات هم من الخضر
والحق أن كل ما خرج من الأرض هو خضر فى كتاب الله ولا وجود لتقسيم خضر وفاكهة المشهور فى حياتنا فى الحقيقة وإنما هو اصطلاح من الناس على ما يأكلون ويزرعون
الغريب أننا لو تكلمنا عن اللون الأخضر نفسه فسيخرج من الخضر أو الخضار أو الخضروات الطماطم لأن لونها أحمر والبنجر بنى ..
ومن تلك الكلمة اشتقت مهنة الخضرى وهو بائع الخضر والخضرجى حيث المقطع جى كما يقال مقطع تركى يطلق على طاهى الخضار فى القصور الملكية
الخضر بكسر الخاء يطلق على فرد لا وجود له إلا فى الروايات وهم يطلقون عليه النبى الخضر ويقصدون به العبد الصالح الذى علم موسى(ص) وهو ما لا حقيقة له ومعظم الروايات تتحدث عن بشرى وهمى ما زال يعيش وله أوصاف خارجة عن الحقيقة فى الروايات ولو افترضنا أنه بشر حقيقى فقد مات وليس كما يعتقد البعض أنه حى مع قوله سبحانه :
"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "
فكل البشر لا يعيشون إلى الأبد وإنما ماتوا قبل الرسول الخاتم(ص) وبعده ونفى خلد ما قبل الرسول الخاتم(ص) معناه موت الخضر إن كان له وجود حقيقى
وأما معانى المشتقات فى كتاب الله فهى :
الأرض مخضرة بالماء:
استخبر الله رسوله(ص)حيث قال :
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة والمقصود هل لم تدرى أن الخالق يمطر من السحاب غيثا فيجعل الأرض حية كما قال سبحانه :
"والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها"
والهدف من اعلام الرسول (ص) ومن ثم الناس بالتالى :
أن الله يحيى الأرض الميتة عن طريق الماء وعليه هو قادر على إحياء الموتى
وفى المعنى قال سبحانه
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة "
إخراج الخضر بالماء
أخبر الله الناس أنه هو الذى أنزل من السماء ماء والمقصود الذى أمطر من السحاب وهى الغمام مطرا والمقصود نقاطا متتالية النزول فأخرجنا به نبات كل شىء والمقصود فأنشأنا به أصل كل زوج نامى فأخرجنا منه خضرا والمقصود فأظهرنا بالماء نباتا كما قال سبحانه:
"فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى"
الشجر الأخضر:
أمر الله رسوله (ص)أن يقول للكفرة :
الله الذى جعل والمقصود أخرج لكم من الشجر الأخضر وهو النبات الحى نارا والمقصود وقودا فإذا أنتم منه توقدون والمقصود منه تشعلون والمستفاد أن الزيوت وهى الوقود تخرج من ثمار الشجر كالزيتون وغيره وهو ما ينيرون به ويطهون ...
وفى المعنى قال سبحانه
"الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون "
سبع سنبلات خضر فى رؤيا الملك:
أخبر الله رسوله(ص)أن الملك وهو حاكم مصر رأى رؤيا حيث قال لمن معه :
إنى أرى والمقصود أشاهد فى الرؤيا سبع بقرات سمان والمقصود كثيرات اللحم يأكلهن والمقصود يتناولهن سبع عجاف والمقصود قليلات اللحم وسبع سنبلات خضر والمقصود كثيرات الحب وأخر يابسات والمقصود قليلات الحب يا أيها الملأ والمقصود الحاضرين عنده:
أفتونى فى رءياى إن كنتم للرءيا تعبرون والمقصود فسروا لى حلمى إن كنتم للحلم تظهرون حقيقته
وفى المعنى قال سبحانه
"وقال الملك إنى أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتونى فى رءياى إن كنتم للرؤيا تعبرون "
طلب تفسير السنبلات الخضر:
أخبر الله رسوله(ص)أن الساقى الناجى من السجن قال ليوسف(ص):
يوسف أيها الصديق والمقصود الصاحب:
أفتنا والمقصود رد علينا فى حلم فيه سبع بقرات سمان والمقصود كثيرات اللحم يأكلهن والمقصود يتناولهن سبع عجاف والمقصود قليلات اللحم وسبع سنبلات خضر والمقصود كثيرات الحب وأخر يابسات والمقصود قليلات الحب لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون والمقصود لعلى أرجع إلى البشر لعلهم يدرون التفسير فيفكرون ماذا يفعلون فى تفسيرك
وفى المعنى قال سبحانه
"يوسف أيها الصديق افتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون"
الرفرف الخضر:
أخبر الله الخلق أن من دون الجنتين جنتان والمقصود أن من بعد حديقتى المجاهد حديقتان للقاعد والمسلمين فيهما متكئين على رفرف خضر والمقصود وهم رقود على فرش من حرير لونه أخضر وعلى عبقرى حسان والمقصود وعلى وسائد جميلات
وفى المعنى قال سبحانه
"متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان "
السندس الأخضر:
أخبر الله رسوله (ص)أنه إذا رأى ثم رأى والمقصود إذا شاهد ثم شاهد نعيما والمقصود أرزاق حسنة وشرحها بأنها ملك كبير والمقصود منافع مستمرة الوجود منها أن عاليهم ثياب خضر واستبرق والمقصود فوق أجساد المسلمين ملابس من حرير أخضر اللون وحرير براق كما قال سبحانه :
"ولباسهم فيها حريرا"
وفى المعنى قال سبحانه
"وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق "
الثياب الخضر:
أخبر الله الخلق أن الذين آمنوا وهم الذين صدقوا بوحى الله وعملوا الصالحات والمقصود صنعوا الحسنات لهم جنات عدن والمقصود لهم حدائق خالدة تجرى من تحتهم الأنهار والمقصود تتحرك فى أسفل أرضا سوائلها اللذيذة وهم يحلون فيها من أساور من ذهب والمقصود يتزينون فى الجنة بحلى من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا والمقصود يرتدون ملابسا لونها أخضر من سندس وهو الحرير واستبرق وهو وحرير ذو بريق وهم متكئين فيها على الأرائك والمقصود متقابلين فى الجنة على الأسرة
وفى المعنى قال سبحانه
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك "
وأما فى الفقه فنجد أن جمهور أهل الفقه قالوا فى زكاة الخضروات بأنه لا يوجد زكاة فيها وقلة منهم قالوا بوجود الزكاة فيها والحق أن أى محصول يتم حصاده يوميا أو كل مدة تجب فيه الزكاة إذا بلغ حدا معينا من ربح المال كما قال سبحانه :
" وآتوا حقه يوم حصاده "