الحبل فى دين الله

[عطيه الدماطى]

الحبل فى دين الله
حبل واحدة من الجذور قليلة الذكر فيما بين أيدينا من كتاب الله هى ومشتقاتها وأشهر استعمالاتها فى حياتنا هى :
الحبل بمعنى الحمل
الحبل بمعنى الثعبان ويبدو أن من سموا الثعابين بهذا الاسم أخذوه من قصة سحرة فرعون
الحبلى وهى الحامل
الحبل بمعنى الخيط المفتول أو المجدول والذى يستخدم فى الربط سواء ربط حيوانات أو صناديق ورقية أو ما شاكل
الحابل وفيه قال المثل اختلط الحابل النابل والمقصود أصبح الإنسان لا يعرف حقيقة الأمر فالحابل هو صياد البحر فيما يبدو والنابل هو صياد البر بالنبل وإن كانت معانيهم كما يقولون الصياد والنبال
الحبلين وفيه قيل المثل اللعب على الحبلين والمقصود استعمال النفاق لمراضاة هذا ومراضاة ذلك ليكسب المنافع من الاثنين
وفى كتاب الله نجد الآيات تتناول التالى :
الاعتصام بحبل الله:
أمر الله المسلمين أن يعتصموا بحبل الله والمقصود أن يتمسكوا بطاعة وحى الله وقد نهاهم ألا يتفرقوا أى ألا يتركوا وحى الله وأمرهم أن يذكروا نعمة الله عليهم والمقصود أن يعرفوا نفع الله لهم إذ كانوا أعداء زالمقصود باغضين لبعضهم البعض فألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا والمقصود فوفق بين نفوسهم فكانوا فى دين الله إخوة
وأخبرهم أنهم كانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها والمقصود أنهم كانوا على اتباع ملة تدخلهم السعير فأنجاهم الله من السعير بإسلامهم ،
,احبرهم أن بين لهم آياته والمقصود فصل لهم أحكام دينه كى يهتدوا والمقصود يتبعوا أحكام دينه ليدخلوا الجنة .
وفى المعنى قال سبحانه :
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف أخبر قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون"
منع الذلة بحبل من الله وحيل من الناس عن بنى إسرائيل:
أخبر الله المسلمين أن اليهود ضربت عليهم الذلة وهى نفسها المسكنة والمقصود فرضت عليهم المهانة أين ما ثقفوا والمقصود فى أى موضع يعيشون فيه واستثنى من هذا أن يكون لهم حبل من الله والمقصود سبب من عند الله وهو اعطائهم الأولاد والأموال كما قال سبحانه :
"وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا "
وحبل من الناس والمقصود ووهن من الخلق معهم وعليه يستقوى اليهود عليهم ومن ثم باءوا بغضب من الله والمقصود ورجعوا بعقاب من النار وأسباب فرض المسكنة عليهم وكذلك الغضب هى أنهم كانوا يكفرون بآيات الله والمقصود أنهم كانوا يخالفون أحكام دين الله ومن المخالفات أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق والمقصود أنهم كانوا يذبحون الرسل(ص)دون سبب يستحقون عليها القتل وشرح كفرهم بأنهم عصوا والمقصود خالفوا وحى الله ووهو نفسه بأنهم كانوا يعتدون والمقصود يبتعدون عن طاعة وحى الله
وفى المعنى قال سبحانه :
"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون "
الله أقرب للإنسان من حبل الوريد :
أخبرنا الله أنه خلق الإنسان والمقصود أنه أنشأ الفرد وهو يعلم ما توسوس به نفسه والمقصود وهو يدرى الذى تقول له نفسه وهو يدرى الذى تزين للإنسان نفسه كما قال سبحانه:
"إن الله يعلم ما فى أنفسكم "
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد والمقصود ونحن أعلم به من علم النفس به إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد والمقصود حين يكتب الكاتبان عن اليمين وعن الشمال عمله كتابة ويكتبان ما تلفظ النفس من قول والمقصود من حديث حيث يوجد لديه رقيب عتيد والمقصود يكتب له كاتب متربص للكتابة
وفى المعنى قال سبحانه :
"ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد :
أخبرنا الله أن يدا أبى لهب تبت والمقصود أن نفس أبى لهب عذبت والمقصود تب والمعنى عوقب بالنار ما أغنى عنه ماله وما كسب والمقصود ما حجز عنه ملكه العذاب ولا منع عنه ما كسب وهو ما عمل الألم سيصلى نارا ذات لهب والمقصود سيقيم فى جهنم صاحبة وقود مستمر وامرأته حمالة الحطب والمقصود وزوجته حاملة الوقود فى جيدها وهو عنقها حبل من مسد والمقصود غل وهو سلسلة من حديد
وفى المعنى قال سبحانه :
" تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب فى جيدها حبل من مسد "
تخيل أن حبال السحرة تسعى :
أخبرنا الله أن السحرة قالوا لموسى (ص):
إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى والمقصود إما أن تظهر سحرك وإما أن نصبح أسبق من أظهر سحره للناس
فكان رده عليهم :
بل ألقوا والمقصود أظهروا سحركم برمى ما تريدون
عند القول رمى السحرة حبالهم وهى خيوطهم المفتولة وعصيهم فخيل للناس من سحرهم والمقصود فتصور الحضور من مكرهم إنها تسعى والمقصود تتحرك بسبب سقوط أشعة الشمس عليها وهى مدهونة بالزيوت وتخيل موسى (ص)والحضور أنها تتحرك مع ثباتها وأوجس موسى (ص)فى نفسه خيفة والمقصود دخل فى قلبه خشية انتصار السحرة عليه
وفى المعنى قال سبحانه :
"قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس فى نفسه خيفة موسى "
القاء الحبال :
أخبرنا الله أن موسى(ص)قال للسحرة :ألقوا ما أنتم ملقون والمقصود اعرضوا ما أنتم عارضون من سحركم فألقوا حبالهم وعصيهم والمقصود فرموا خيوطهم وعصيهم وقالوا :
بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون والمقصود بقوة فرعون إنا لنحن المنتصرون
وألقى والمقصود قذف موسى (ص)عصاه فإذا هى تلقف ما يأفكون والمقصود فإذا هى تبتلع ما يعملون
وفى المعنى قال سبحانه :
"قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هى تلقف ما يأفكون "
وفى الفقه نجد أهل الفقه عندهم موضوع اسمه :
حبل الحبلة وقد اختلفوا في معناه :
الأول قالوا فيه :
بَيْعُ الْجَزُورِ بِثَمَنٍ مُؤَجَّلٍ إِلَى أَنْ تُنْتِجَ النَّاقَةُ، وَتُنْتِجَ الَّتِي فِي بَطْنِهَا"
والثانى قالوا فيه :
" بَيْعُ مَا سَوْفَ يَحْمِلُهُ الْحَمْل بَعْدَ أَنْ يُولَدَ وَيَحْمِل وَيَلِدَ وَهُوَ نِتَاجُ النِّتَاجِ."
وفى كل معنى صدر الحكم بالحرمة في ألأول لكون بيع إلى أجل وهو موعد مجهول فلا أحد يعرف متى تلد الحامل من الحيوانات كالناقة أو البقرة
والحرمة في الثانى لأنه بيع معدوم غير مقدور على تسليمه
والحقيقة أنها بيوع لشىء في علم الغيب قد يوجد وقد لا يوجد بأن تجهض الناق أو يختنق الوليد عند الولادة
وأما موضوع الحبلى وهى المرأة فقد تناولوه من خلال طلاق الحبلى حيث يجب على المطلق النفقة على الحبلى وهى ذات الحمل حتى تلد كما قال سبحانه :
"واللائى يئسن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائى لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"