القرطاس فى دين الله

[عطيه الدماطى]

القرطاس فى دين الله
قرطس من الجذور نادرة الوجود فيما بين أيدينا من كتاب الله وقد وردت منه كلمتين :
قرطاس وقراطيس
وفى حياتنا الحالية نستعمل الجذر فى معانى بعيدة عن المعنى القرآنى وهو :
ورق الكتابة
فنطلق على كيس تعبئة الطعمية :
قرطاس وهو شكل شبه مخروطى أو على شكل القمع
وأيضا تطلق على أشكال أخرى كالشكل الاسطوانى المسدود من أسفل وهى قراطيس تعبئة ما اصطلح بعض الناس على تسميته بالتسالى مثل :
اللب والفول السودانى
وفى بعض بلاد المنطقة يسمون ما تبيعه المكتبات :
القرطاسية وهى :
مواد الكتابة والأدوات المستخدمة للكتابة أو الطباعة أو الأعمال المكتبية وتشمل:
الورق والأقلام والمظاريف والمستلزمات الأخرى مثل الدبابيس والمقصات والمساطر وغيرها
وتعبئة الجمادات أو ثمار النباتات يجب أن تكون فى قراطيس أى أكياس ورق من الورق العادى بدلا مما يحدث حاليا من تعبئتها فى أكياس من اللدائن وهى البلاستيك الذى تقول أبحاث هذا الزمان أنه يسبب أضرارا للناس فى صحتهم ومنها مرض السرطان
وتطلق نفس الكلمة على :
نبات من نباتات الزهور يسمى فى اللغات الأجنبية الهيدرانجيا ويقال أن أصله من اليابان
كما نجد أن أحد أنواع الحلوى فى الشام فيما يبدو يسمى القرطاسية وهو ما يسمى فى مصر بلح الشام ويمكن أن يتخذ شكل غير الأصابع عند عمله كما أن القرطاس وهو القمع الورقى يستعمل كأداة من أدوات عمل الحلويات والمعجنات
وفى حياتنا نجد إحدى المشتقات تستعمل فى التعبير عن خداع الأخر والضحك عليه كما فى القول :
قرطسته والمقصود:
مكرت به وضحكت عليه فأخذت ما لا حق لى فيه
والمكر وهو الكيد محرم بالناس وهو ما يفعله الكفار خاصة كبارهم كما قال سبحانه :
"وكذلك جعلنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون"
وجزاء الماكرين بالناس هو النار كما قال تعالى :
"سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون"
ويطلقون كلمة قرطاس على الفرد الذى لا يعرف أن زوجته تخونه أو أن إحدى قريباته كأخته أو ابنته تقوم بالزنى وهو لا يعلم
والمفروض فى الناس هو :
نصيحة هذا الفرد بطريقة مهذبة بأنه يأخذ باله من أهل بيته لمنعهم من ارتكاب المنكرات أو لتطليق زوجته لأنه لا ينفع أن يكون زوج عفيف مع زوجة زانية كما قال سبحانه :
"الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين"

وفى كتب اللغة هناك معانى أخرى لم يعد أحد يستعملها
وأما فى كتاب الله فقد ذكرت كلماته كالتالى :
أخبر الله رسوله (ص)أنه لو أنزل عليه كتابا فى قرطاس والمقصود لو ألقى له وحيا مسطورا فى صحيفة وبكلمات مغايرة:
لو نزل عليه وحى مدون في ورقة فسقطت عليهم من أعلاهم وهو السماء فلمسوه بأيديهم والمقصود فقرئوه بأعينهم والمقصود فهموا المكتوب فيه بأنفسهم سيكون ردهم قول الذين كفروا وهم الذين كذبوا الوحى هو :
إن هذا إلا سحر مبين والمقصود ما هذا القرطاس إلا كيد عظيم
والمستفاد هو :
أن الكفار لن يصدقوا بالوحى مهما جاءهم الرسول (ص) من الآيات وهى المعجزات ويترتب على هذا التالى :
ان الله منع عنه الآيات في عهد خاتم النبيين (ص) لأنهم سيفعلوا كما فعلت ألوف المؤلفة من الأقوام قبلهم عندما كذبوا بمعجزات وهى الآيات التى أعطاها لرسله(ص)
وفى منع الله الآيات في عصر النبى الخاتم(ص) قال سبحانه :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وفى المعنى قال سبحانه:
"ولو نزلنا عليك كتابا فى قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين"
وأخبر الله رسوله (ص)أن الناس ما قدروا الله حق قدره والمقصود ما اتبعوا وحى الخالق واجب اتباعه وبكلمات مغايرة :
ما أطاعوا حكم الله واجب طاعته إذ قالوا والمقصود عندما قالوا :
ما أنزل
والمقصود ما ألقى وبكلمة مغايرة وما أوحى الله على بشر من شىء والمقصود ما أوحى الرب إلى فرد من وحى
والمستفاد أنهم ينكرون كل الرسالات عبر العصور المختلفة من الله
وأمر الله رسوله أن يرد عليهم بالقول :
من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس والمقصود من ألقى التوراة التى أتى بها موسى (ص)فائدة ونفعا للخلق كما قال سبحانه :
"إنا أنزلنا التوارة فيها هدى ونورا"؟
وبقية القول هى :
تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا والمقصود تقطعون الوحى أقساما تظهرون بعضها وتكتمون بعضها وبكلمات مغايرة :
تقسمونه أجزاء تعلنونها وتكتمون بعضا كثيرا منها
والمستفاد من القول هو :
أن أهل الكتاب قسموا التوراة لقسمين:
الأول هو ما يعلنونه للناس
الثانى وهو ما يكتمون بعضها الأخر وهو ما يخفون وجوده عن الناس لأنهم يدينهم ويجعلهم كفار أمام الخلق
وبقية القول هى :
وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا أباؤكم والمقصود وعرفتم الذى لم تعرفوا أنتم ولا أباؤكم
والمستفاد أن القرآن عرف أهل الكتاب في عهد النبى الخاتم(ص)أشياء لم يكونوا يعرفون بها وهى التى أخفاها أباءهم عنهم وعن الناس
وأمر الله رسوله(ص) أن يرد على سؤال :
من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى ؟
بالقول التالى:
الله هو المموحى به إلى الرسل (ص)
،وأمر الله رسوله(ص)بالتالى:
أن يذرهم فى خوضهم يلعبون والمقصود أن يدعهم في تكذيبهم بالقرآن يستمرون وبكلمات مغايرة :
أن يتركهم فى كفرهم يستمرون
والمستفاد أن الداعية وهو هنا الرسول(ص) وعليه كل داعية بعده عليه ألا يكرر الدعوة لمن كذبوه مرات عدة لأنهم لأن يؤمنوا أبدا .
وفى المعنى قال سبحانه:
"وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شىء قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا أباؤكم قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون "